- بسم الله الرحمن الرحيم-
المقدمة:
الحمد لله الذي منَّ علينا بنعمة الإسلام والصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وبعد:ـ
إن من رحمة الله على هذه الأمة أن بعث فيها خير الأنبياء وخاتم النبيين محمداً داعيا يدعو إلى الله على بصيرة وهدى , قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هَـَذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللّهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ - الآية: 108] , وأمره جل وعلا أن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأرسله مبشرا يبشر بما أعده الله للصالحين من نعيم وثواب , وأرسله نذيراً ينذر الناس بسوء العاقبة بالزيغ والضلال .
فكان كما وصفه الله ، فدعانا إلي كل ما ينفعنا في ديننا ودنيانا، وبشرنا بما أعده الله أجراً وثواباً للصالحين المصلحين ، وحذرنا مما يكدر علينا العيش ويفسد الحياة وبما يكون باعثاً للعداوة والبغضاء بين المؤمنين .
ومما حذر منه أشد تحذير وقرنه بكبيرة من الكبائر و توعد فاعله بالخسران المبين، " القمار والميسر" الذي نص الله سبحانه وتعالى على تحريمه في كتابه العزيز بألفاظ صريحة واضحة تدل على أن الميسر طريق للشيطان يغري به الناس عن عبادة الله سبحانه وتعالى ،ويوقع بينهم العداوة والبغضاء ويصدهم عن سبيل الله، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [سورة المائدة - الآية 90، 91].